هاذي القصة جفتها في مجلة وعجبتني حبيت آنقلها لكم وآتمنى تعجبكم.. اقروها وعطوني رايكم"أكاد اسمع صوت قلبي يدق في اذني من شدة خوفي. لطالما خبأ لي اليوم الاول من الامتحانات الارتباك والخوف وبما أن الرياضيات هو امتحاننا الاول هذه المرة.. فجرعة الخوف في ذلك اليوم كانت مضاعفة..! ها انا ذا اجلس في مقعدي مبكرة بانتظار دخول باقي الفتيات الى القاعة ، أما عن جارتي في المقعد والاي لم تصل بعد فأتمنى ان تكون متفوقة حتى استطيع ان اغش معها!
هذا ما قالته هند لنفسها وهي تحضر أقلامها للامتحان وتخرج ممحاتها الصغيرة المميزة التي تحمل شكل قطعة البطيخ.. إنها تتفاءل بهذه الممحاة.. ولا تذهب لأي امتحان دونها. وأخيرا وصلت جارتها في المقعد وجلست الى جانبها.. وما كادت تقع عينا هند عليها حتى كادت تفلت منها صرخة!! انها "ذهنية مكتباتي" أو الفتاة البومة كما يروق للجميع ان يصفها!!! قالت في نفسها : ذهنية مكتباتي؟؟؟ من بين كل فتيات الصف التاسع لم يجلس الى جانبي الا ذهنية مكتباتي؟؟ هذه الفتاة اسم على مسمى. فذهنها لا يوجد فيه الا الكتب ولم تكرث يوما لاية صداقة او صديقة. إن لها هدفا واحدا في الحياة.. أن تحرز علامات كاملة في كل المواد وهي مستعدة كالبومة ان تفترس كل الارانب التي تحاور تاخيرها عن هدفها. على مقعدي تجلس الان الفتاة الاكثر جدية وجفاء وبرودا في المدرسة .. إنها حاملة لصفة الفتاة البومة.. إنها ذهنية مكتباتي!!
أخرجتها من تأملاتها صةت الجؤس يعلن بدء الامتحان. مسألة الهندسة صعبة للغاية لذلك لم تبدأ بها حتى أنهت كل ما عرفته من باقي الاسئلة اولا. وما كادت تضع يدها على مسطرتها لتبدأ بالمسألة حتى احست يد ذهنية تنازعها عليهاهي ايضا. لاحظت هند أن ذهنية ليس امامها علبة هندسية. استغربت كيف نسيت ان تصطحب علبتها معها.. ولكنها ليست مشكلتها لذلك سحبت هند المسطرة من اصابع ذهنية قائلة بحزم: أحتجاها.. وأخذت تقيس بها المثلثات المطلوبة منها.انتظرت ذهنية حتى تفرغ هند منها وتناولتها بابتسامة قائلة: شكراً.
بعد قليل احتاجت هند الفرجار فتلتفت حولها لتجده بيد ذهنية ايضا. فسحبته بشكل خاطف من يدها قائلة: أنا اولا. وأخذت هند ترسم الدوائر ببطء. بينما اخذت ذخنية تتنظر بصبر واستسلام حتى جاء دورها. الان تحتاج هند الى المنقلة لقياس الزوايا وكم كان غضبها شديدا عندما وجدت المنقلة هي الاخرى بيد ذهنية. هذه المرة خطفت الورقة المنقلة من فوق ورقة ذهنية بشدة حتى كادت الورقة تطير.. ولم تكتف بهذا بل رمتها هند بنظرة مشحونة بالتوبيخ.
لم لا تحضر اغراضها بنفسها؟ تسمح لنفسها باستغلال الاخريات للوصول للعلامة الكاملة دون ان تحاول هي ان تخدم احدا ولكن لا.. لن أدعها تستغلني وتعيقني عن امتحاني، هذه فرصتي لالقن هذه الغامضة درسا.
قالت هذا في نفسها قبل ان ترسم ابتسامة ماكرة على وجهها وهي تنحي العلبة الهندسية بعيداً عن متناول يد ذهنية. ولكن ما لبثت ان اختفت ابتسامتها عندما سمعت صوت الفتاة البومة تطلب اليها بمنتهى اللطف ان تناولها المثلث الهندسي! يا لوقاحة هذه الفتاة، لا بد انها فهمت اني لا احبذ اعارتها اغراضي لما ابعدت علبتي الهندسية ومع ذلك تعود لتطاب مني؟؟ والله ستكون هذه اخر مرة اعيرها فيها شيئا.. قالت هند هذا في نفسها وهي ترمي المثلث بمنتهى الجفاء على ورقة الفتاة البومة. ولكن لم تمض الا ثوان قليلة حتى عادت ذهنية لتأخذ شيئا اخر هذه المرة.. إنها الممحاة البطيخة.. كان هذا يفوق قدرة هند على التحمل فما كان منها الا ان سحبتها من اصابع ذهنية بقوة معلنة. "إنها ممحاتي المضلة ولا اعيرها احدا ابدا. استعملي ممحاتك المتعلقة اسفل قلم الرصاص اما ممحاتي فلا!
لم تعد ذهنية تستعير شيئا آخر ولم تكد تمض دقائق قليلة اخرى حتى رن جؤس نهاية الامتحان وبدأت الفتيات يغادرن. أعادت هند أغراضها الى العلبة الهندسية وهمت بدسها في حقيبتها ولكن لفت نظرها كلمتان مكتوبتان على غلاف العلبة الكلمتان هما.. ذهنية مكتباتي!!!!! كيف هذا ؟؟ هل يعقل أن تكون هذه علبة ذهنية؟؟ بأصابع مرتجفة وضعت هند العلبة الهندسية على المقعد وفتحت حقيبتها لتجد فيها -لشدة مفاجأتها- علبة هندسية مطابة للأولى!!!!!!!!!
" يا إلهي إن العلبة التي كنت استعملها طوال الامتحان هي علبة ذهنية ولكنها لم تخبرني وتركتني استعملها كما أريد بل أكثر من ذلك لقد جلست بصمت تنتظرني ريثما افرغ.. واخجلتاه .. يا للطفها.. علة مقعدي تجلس الان الفتاة الاكثر جدية وجفاء وبرودا.. إنها حاملة لصفة الفتاة البومة ولكنها ليست ذهنية مكتباتي بل انها.. انها.. أنا!!!!!!!!